ثلاثة تجار





يحكى عن ثلاثة تجار
يراهم من خارجهم انهم أشرار
ولكن من داخلهم هم شرفاء أحرار

   ذات مرة كان تاجرين وانضم اليهم التاجر الثالث ، ظن التاجر الأول أن انضمام التاجر الثالث من أجل مصلحة ما أو تقربًا في احد البائعين ، ولا أعرف ما ظن الثانى

ولكن كيف يظن التاجر الأول هذا برغم أنه كان يعرف أخلاق التاجر الثالث ولو من بعيد ؟!

وانضم إليهم التاجر الثالث ، وأصبحوا ثلاث تجار ، يأخذون كل السلع والتجارة من بعضهم البعض

اتخذ اتخذ التاجر الثانى والثالث قرارات كثيرة بالعزلة كلِ على حدة ، لكن كانت تقوية صداقة التاجرين الآخرين ، ولكن ذلك التاجر الثالث كان كل ردود الفعل تراها على وجهة ، لا يستطيع إخفاء أمرًا عليهما وحتى لو كان سرًا .

أما التاجر الثانى حس بشعور مريب عندما دخل التاجر الثالث وسطهما ، ومرت الأيام وقرر الثانى أن يبعد عنهم لكنه لم يرضى بذلك التاجرين الآخرين ، وافهموه أنه فعلا التاجر الذى لا يستطيع الاستغناء عنه وهو فعلا كذلك .

وبدأت الحياة تسير ولكن كان جميع الباعة يلاحظون القرب الشديد من التاجر الأول والثانى ، وبين التاجر الأول والثالث .

كان التاجر الأول يشتهر بالقوة والتفكير بالعقل ، وربما كان يخطأ فى أمور كثيرة لأنه كان يمرر أى أمر على عقله فقط وهو أيضًا تاجر شاطر .

أما التاجر الثانى فهو تاجر فنان صوته عذب مثل البلبل يملئ الجو بصوته العذب ، أسمع صوته عندما يغنى فأسرح معه ، اتهمه الكثير بالغباء ، ولكنى أرى بأنه غير ذلك ، بل لأكون أكثر وضوحًا كان يتصنع الغباء ويملك أيضًا روح الجدية ، ولكنه ربما يفتقد الثقة بالنفس قليلًا ، كان مرتبط أشد الارتباط بالتاجر الأول.

أما التاجر الثالث ، ياله من تاجر لا أعرف عنه الكثير ، فهو كان فى حياته الأولى اجتماعيا جدًا ثم أصبح انطوائيًا ثم دخل السوق ، وبدأ التعامل ، ثم تذكر تعبه والآلامه ، فقرر أن يحكى للتاجر الأول ، وبالفعل حكى له عما يألمه حتى يخفف عنه ، وبالطع بدأ التاجر الأول فى تحفيزه حتى يتخلص من ذلك التعب ، ومرت الأيام والليالى ، وكان التاجر الثالث قالوا عنه بأنه رومانسى لدرجة كبيرة وسيئة ، وقالوابأنه عاطفى لا يفكر بعقله ، بل يفكر بقلبه ، فغالبا ما كان يرد ويقول بأنه يمرر الأشياء على قلبه وعقله معًا ليصل إلى الرأى المناسب ، ودائما كان التاجر الثالث يقول كلامًا بدون تفكير ، لذلك نجده يخطأ كثيرًا ، ويعتذر كثيرًا .

وبدأ التجار الثلاثة فى تقويم علاقتهم أكثر ، فكانوا يفعلون كل شيء مع بعضهما البعض ، ولكن كان لكل منهم الرأى الخاص .

ذات مرة كان التاجر الثانى والثالث يتناقشان فى قضية ما ، واشتد الخلاف ولكن كان التاجر الثانى كثير الحلف بالله ، فتدخل التاجر الأول مسرعًا ونصحه بعدم الحلف كثيرًا ، ثم اشتد فى طريقته لدرجة أنهما كانا سيتعاركان وعندما تدخل التاجر الثالث ، هاجمه التاجر الثانى وبشدة قائلًا له : انت السبب اسكت عشان مقلبش عليك ، فسكت التاجر الثالث لأن التاجر الثانى غاضبا ولا يعلم ما يقول ، وذهب الثالث ليمازح الثانى ، وفجأة انقلب عليه الثانى وقال : اسكت انت السبب ، مما أثار غضب الثالث وبدأو يتشاجرون بالكلام ولكن توقفا .

ثم بعد وقت قصير جدًا جاء التاجر الثانى واعتذر للتاجر الأول برغم أن الأول هو من أخطأ فى حقه عندما تهجم عليه ، ولكن كان من المفروض على التاجر الثانى أن يعتذر للثالث ولكنه لم يفعل .

وسار الأمر وعدا ، ولكن كان التاجر الثالث يخفى فى داخله حزنًا كبيرًا ولكن سكت وعبر فقط بقلمه

وجاء يوم جديد وحدث نفس الاختلاف فى الرأى بين التاجر الثانى والثالث ، مما جعل الثانى يفصح عما بداخله من كلام واتهامات وقال ما لا أتوقعه عن تاجر أخر قال له أن ما قاله التاجر الفلانى صحيح ، ولكن تعصب التاجر الثالث وزاده عصبية ما قاله أكثر وليس التاجر الفلانى فقط ، بل كثير التجار .

حقا لقد صُدم التاجر الثالث وبدأ يخرج من فمه كلام وبدأ الكلام بصوت عال يخرج من كلاهما ، ثم ذهب التاجر الثانى إلى ذلك التاجر الفلانى وهو من أقرب الناس إلى التاجر الثالث ، ذهب ليخبره بأنه قال للتاجر الثالث كذا وكذا ، وعندما رأى التاجر الثالث التاجر الفلانى عرف بأنه علم بذلك ، وافهمه ما حدث بالتفصيل ، ولكن سكت التاجر الثانى ثم نطق وقال : انا لم أفعل هذا إلا من اجل التاجر الفلانى وليس من أجلك انت .

ومرت الأيام وظل التاجر الثالث يتسائل مع نفسه ، هل سترجع العلاقة القوية مرة أخرى بين هؤلاء اتجار ولكن كيف ومتى ؟!
أم أن الحل أن يترك التاجر الثالث التاجرين الأول والثانى لقربهما الشديد ؟
أم يُبقى الأمر كما هو عليه ويشغل نفسه بأمور أخرىى ؟
لا أعلم ، ومن يجد الحل إبلاغ التجار الثلاثة ، يعلم الله كم أحبكم ايها التاجرين والتاجر الفلانى. 

الصديق الحائر 
22/3/2012

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

0 comments:

Post a Comment